نبذة عن المدرسة المستنصرية
تعد المدرسة المستنصرية إحدى أقدم وأبرز الجامعات الإسلامية في التاريخ، حيث جمعت بين تدريس العلوم الدينية والدنيوية في بيئة متكاملة ومبتكرة، وبرزت كأحد أهم المعالم التاريخية والثقافية في بغداد. تأسست المدرسة في عهد الخليفة العباسي المستنصر بالله أبو جعفر المنصور، الذي اعتلى الخلافة عام 623هـ (1226م)، وشهد عصره اهتماماً بالغاً بالعلم والتعليم لإعادة إحياء القيم والأخلاق الإسلامية التي تأثرت بالأحداث السياسية والاجتماعية.
إنشاء المدرسة المستنصرية
بدأ الخليفة المستنصر بالله بناء المدرسة عام 625هـ (1227م)، على شط نهر دجلة، تحت إشراف أستاذ دار الخلافة محمد بن العلقمي، وبتكلفة بلغت 700 ألف دينار ذهبي. وتم افتتاحها في يوم مشهود احتفل فيه أهل بغداد، لتصبح نموذجاً فريداً للمؤسسات التعليمية التي استوعبت مختلف العلوم والاختصاصات.
معمار المدرسة وتصميمها
تقع المدرسة المستنصرية في موقع استراتيجي على ضفاف نهر دجلة في جانب الرصافة من بغداد. تميزت بتصميمها الفريد الذي يتضمن سبع قاعات دراسية، ومائة غرفة صغيرة لسكن الطلاب موزعة على طابقين، يتوسطها صحن واسع مزين بنافورة جميلة وحدائق صغيرة. كما ضمت المدرسة ثلاثة أواوين رئيسية: الإيوان الشمالي، الإيوان الجنوبي، والإيوان الغربي، الذي خُصص لدراسة الطب والصيدلة، حيث كان الطلاب يتدربون على معالجة المرضى عملياً.
تنظيم أكاديمي غير مسبوق
تميزت المستنصرية بأنها أول جامعة إسلامية تجمع بين تدريس المذاهب الفقهية الأربعة في مكان واحد، إلى جانب العلوم التطبيقية مثل الطب والصيدلة. أضاف الخليفة المستنصر دارين للقرآن والسنة، مما جعلها مؤسسة تعليمية شاملة تجمع بين علوم الدين والحياة. وقد وضعت المدرسة نظاماً دقيقاً يشمل مناهج تعليمية متطورة، ورواتب شهرية للمعلمين والطلاب، بالإضافة إلى أقسام داخلية توفر السكن، الطعام، والملابس للطلاب.
المكتبة والمستشفى: ركيزتان للعلم والتطبيق
ألحقت بالمدرسة مكتبة ضخمة أهدى الخليفة المستنصر لها 80 ألف كتاب، جعلت منها مركزاً للبحث العلمي والاطلاع. كما ضمت المدرسة مستشفى يُدرس فيه الطب، حيث يتكامل التعليم النظري مع التدريب العملي، مما جعلها نموذجاً متقدماً للجامعات الحديثة.
ابتكارات تربوية وإنجازات
كانت المستنصرية سبّاقة في دعم ذوي الإعاقة، حيث سمحت للشيخ الخيلي عبد الرحمن بن عمر، وهو ضرير، بالتدريس بها. وقد عُرف النظام الإداري للمدرسة بتنظيمه الفائق، إذ تولى إدارتها ناظر من كبار موظفي الدولة يعاونه مشرف مالي وكاتب وخازن، بالإضافة إلى فريق من المستخدمين لخدمة الأساتذة والطلاب.
الرعاية الشاملة للطلاب والأساتذة
حرص الخليفة المستنصر على وقف كبير للمدرسة، يضمن استمرار عملها واستقرار طلابها، حيث حصل الطلاب النابهون على دعم مالي شهري ودينارين لكل طالب، إلى جانب توفير الوجبات والملابس. كما اختير للتدريس بها نخبة من أئمة العلم في العالم الإسلامي ممن عُرفوا ببحثهم العلمي العميق.
التحديات والانقطاع
رغم ازدهار المستنصرية لقرون، تعرضت لضربات قاسية أثناء الغزو المغولي عام 656هـ (1258م) على يد التتار، وأعيد فتحها لاحقاً بعد اجتياح تيمورلنك. استمرت المدرسة في العمل حتى القرن الحادي عشر الهجري (1638م)، عندما توقفت الدراسة بها بشكل كامل.
إرث خالد في التاريخ الإسلامي
تظل المدرسة المستنصرية رمزاً للعصر الذهبي للعلم والمعرفة في الدولة العباسية. إنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل قصة نجاح تجسد رؤية متقدمة للمستقبل، حيث ارتقت بمفهوم التعليم ليشمل التنوع والابتكار، وظلت شاهدة على عظمة الحضارة الإسلامية واهتمامها بالعلم.
نصيحة للزوار: تأملوا تفاصيل العمارة الإسلامية في المدرسة، واستمتعوا بزيارة هذا المعلم الذي يجمع بين التاريخ والفن، واستحضروا عبق الماضي حيث كان العلم والابتكار في أوج عطائهما.
سعر الدخول
معلومات مفيدة
مواعيد العمل
مناسب لـ




فئات المعلم
معالم سياحية مشابهة
اكتشف المعالم السياحية المشابهة التي قد تعجبك
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1734219313.jpg)
نصب الشهيد العراقي
نصب الشهيد هو معلم وطني شهير في بغداد، العراق، يُجسد تضحيات الشهداء العراقيين. يتميز بتصميمه المعماري الفريد الذي يرمز إلى الفداء والخلود، ويُعد رمزًا وطنيًا وتاريخيًا يعكس التقدير لتضحيات أبطال العراق.
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1735388027.png)
المتحف الوطني العراقي.
رحلة استثنائية لاستكشاف كنوز حضارات بلاد الرافدين وآثار العصور الإسلامية في المتحف الوطني العراقي.
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1735389457.png)
المتحف البغدادي
المتحف البغدادي يوثق تفاصيل الحياة التقليدية لسكان بغداد الأوائل بأسلوب فني يعيد إحياء تراث العاصمة.
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1735391180.png)
المتحف الإسلامي
المتحف الإسلامي، الأول من نوعه في العراق، يقدم تجربة فريدة لاستكشاف حياة المسلمين في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وعلى اله وسلم).
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1735758018.jpg)
متحف التاريخ الطبيعي
متحف تأسس عام 1946 يحتوي على حيوانات محنطة ونباتات وحشرات تعكس تاريخ الحياة الفطرية في العراق.
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1738933899.jpg)
ساعة القشلة
ساعة القشلة من المعالم التاريخية البارزة في بغداد، تقع في شارع المتنبي، وتعتبر جزءًا من بناية القشلة العثمانية التي شُيدت في القرن التاسع عشر.
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1738938148.jpeg)
المدرسة المرجانية (جامع مرجان)
المدرسة المرجانية، التي تُعرف اليوم باسم جامع مرجان، هي أحد المعالم التاريخية العريقة في بغداد، شُيدت عام 1357 ميلادية على يد أمين الدين مرجان، بعد انتهاء العصر العباسي بقرن من الزمان، وتقع في منطقة الشورجة بشارع الرشيد.
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1738938882.jpg)
تل حرمل
تل حرمل أحد أهم المواقع الأثرية في بغداد، ويعود تاريخه إلى العصر الأكدي وسلالة أور الثالثة. كان يُعرف قديمًا باسم شادوبوم، وكان مركزًا إداريًا مهمًا لمملكة إشنونا قبل نحو 3800 عام.
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1738939566.jpg)
مدينة عقرقوف الأثرية
عقرقوف هي إحدى أقدم المدن الأثرية في العراق، شُيدت وفق الطراز السومري والبابلي قبل أكثر من 3500 عام، وتقع على بُعد 30 كم غرب بغداد.
/https://admin.visitaliraq.iq/storage/activities/activities-1738940802.jpg)
مدينة المدائن الأثرية
المدائن، مدينة تاريخية عظيمة تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة جنوب بغداد بـ 30 كم، وتشتهر بمعلمها الأثري الشهير طاق كسرى، أحد أعظم الأبنية المشيدة بالآجر في العالم، والذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي.